كتّاب

منع التقتيل وليس توفير الأكفان !!

أولا، يجب منع أسباب الدمار والفرار واللجوء والنزوح، ويجب عدم قصف القرى السورية أو وقف القصف الرهيب الذي بدأ يوم الـ 19 من حزيران؛ بعد ذلك تتم مطالبة الأردن بالمساهمة في معالجة أوضاع إخواننا السوريين الفارين من الموت!!
النظام السوري الذي يواصل تحقيق مكاسبه الاستراتيجية والميدانية، والذي طفا ولم يعد مهددا بالغرق، والذي يملك عنصر الوقت، والذي تستقر جنوب بلاده بموجب اتفاقية خفض التصعيد الثلاثية بين الأردن وأميركا وروسيا، هو من قرر موعد بدء معركة درعا الدموية الرهيبة، بعد ان اتخذ الترتيبات والتنسيقات والموافقات المتأنية الدقيقة الأساسية والضرورية، مِن ومع الأطراف كافة؛ إسرائيل واميركا وفرنسا وبريطانيا والعراق وتركيا والأردن، إنْ بالوساطة عبر الحليفين الروسي او الإيراني، أو مباشرة.
معركة درعا التي أطلقها النظام السوري، كان العالم كله يعرف أنها قيد التحضير ومراجعة أدق تفاصيلها واحداثياتها العسكرية والإنسانية وتوقع ردود الفعل عليها.
النظام السوري هو من وضع خريطة الأهداف وحدد أدوات قوة النيران، وهو من يعرف أن أهل قراه الجنوبية الغربية المستهدفين بالقصف، سيفرون بأرواحهم من هول البراميل المتفجرة الغبية وصواريخ القاذفات الروسية الذكية.
كان على هذا النظام أن يبني، أو أن يطلب من هيئات الغوث الأممية، بناء مخيمات إيواء لمواطنيه النازحين من درعا وأقضيتها، على أرض وطنهم، على غرار ما قامت به العراق.
فقبل معركة الموصل الرهيبة بعدة شهور، بدأ العراق ببناء مخيمات إيواء ورعاية ومستشفيات ومحطات تنقية مياه ولوازم استقبال العراقيين الفارين من القصف والمعارك.
إذن، قبل الضغط على الأردن، لفتح حدوده أمام إخواننا المُهجّرين السوريين، الذين من المؤكد أن يتسلل بينهم مئات الإرهابيين المتوحشين إلى بلادنا، يجب الضغط على نحو 109 أطراف؛ فترتيب الأردن في هذا المجال ليس أولا، بل هو رقم 110 مع التراخي الأردني المعروف.
كان يجب الضغط على النظام السوري أولا ثم على حلفائه الروس والإيرانيين، وعلى 105 منظمات مسلحة، وعلى مموليهم، لوقف القتال والقصف، من أجل إتاحة الوقت اللازم لبناء مخيمات جديدة للمُهجّرين والنازحين السوريين، على أرض وطنهم.
كان يجب منع الأسباب التي تؤدي إلى النتائج الدموية الرهيبة المتمثلة في تدمير قرى حوران ونزوح أهلها. وأضعف الإيمان الآن هو وقف القصف؛ لوقف النزوح وليتسنى معالجة أوضاع النازحين الذين نتألم لأوضاعهم أشد الألم.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *