ضبطت السلطات المختصة في مأدبا مايقارب 50 مشعوذا خلال الـ 6 اشهر الماضية، استدرجوا ضحاياهم عبر مواقع التواصل وأوهموهم بمقدرتهم على الشفاء من الامراض وحل عقد عدم الزواج خصوصا عند الفتيات، والمعالجة من العقم، و تحسين العلاقة مع الزوج وغيرها، كما جاء في تقرير «الدستور» يوم امس.
وعلى الفيسبوك صفحة بعنوان: «مستحضرات التجميل العالمية» تروج لنوع من العلاج الخرافي تسميه «عشبة الحياة» ولنوع من المياه من الجزائر، بالإعلان «ان كل من يشرب هذا الماء يتخلص من الامراض وانه الحل الأكيد لمرض السكري».
لو صح ما تنشره تلك الصفحة لحاز الطبيب العبقري الذي اكتشف علاج مرض السكري على جائزة نوبل للطب وعلى نحو 1.1 مليون دولار، ولحصل على تبجيل وجلال، ولجلب المجد لنفسه ولبلاده، وهو مجد لا يقدر بمال.
رقم النصابين الضالين المقبوض عليهم هو رقم ضخم يشي بحجم الهبل والضلال والخرافة والجهل والغفلة والتياسة المنتشر في بلادنا!!
ويفسر لنا هذا الجهل، كيف يتمكن متعهدو التجنيد الذين يقبضون على «الراس» تضليل واستغفال واصطياد شبابنا وارسالهم الى التهلكة والى جحيم الحروب الأهلية في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، بحجة ارسالهم إلى الجنة!!
في العالم نحو 450 مليون مصاب بمرض السكري حسب الاتحاد الدولي للسكري.
ونسبة الإنفاق على هذا المرض-الوباء هي 12% مما ينفق على جميع الأمراض في العالم، بما يقارب 750 مليار دولار.
ارجو ان تتنبه إدارة الفيسبوك وإدارات تويتر وانستغرام والواتساب وغيرها إلى خطورة تضليل المرضى وايهامهم بوجود مستحضرات اعشاب شافية من جميع الأمراض أو حتى من مرض واحد، الأمر الذي يصرفهم عن العلاج الصحيح ويهدد حياة الناس.
شكرا لكوادر محافظة مأدبا التي تتابع وتراقب وتحمي مواطنينا من الضلال والدجل والاحتيال.
لقد صادفت -وصادفتم كلكم اعزائي- مواطنين يروجون للمشعوذين ويقسمون انهم عالجوا كليا امراض السكري والديسك وحصى المرارة والكلى والصرع والعقم والشقيقة مجانا ولوجه الله، وأنهم يتقاضون فقط ثمن العشبة التي يوصون عليها من الهند والباكستان. وها هم يضيفون الجزائر -بسبب بعدها- الى قائمة دول الأعشاب السحرية العجيبة.
يوجد نصاب ودجال ومشعوذ، لأنه يوجد اهبل وطماع.
ويوجد فاسد وغشاش، لأنه يوجد موظفون مرتشون.
محمد داودية
