حسمت قوات حرس الحدود الأردني “الجيش العربي” المواجهة مع عناصر التنظيم الإرهابي “داعش” في أقل من أربع وعشرين ساعة. قتلت عددا منهم ودحرت الباقين إلى مسافة بعيدة عن الحدود الأردنية مع سورية.
فلول التنظيم الإرهابي كانت في حالة هروب وليس هجوما. الجيش السوري، مسنودا بالدعم الجوي الروسي، حاصر ما يعرف بجيش خالد بن الوليد في حوض اليرموك لأيام عدة، فانهارت قواه تحت القصف الشديد. استسلم المئات وقبلوا بصفقة الانتقال إلى مناطق أخرى، وقتل مثلهم الكثير، وما تبقى من عناصر إرهابية هربت بحثا عن ملاذات آمنة، في مناطق حدودية قريبة جدا من الأراضي الأردنية.
كان يمكن لهذه العناصر لو تركت من دون تدخل من الجيش الأردني، أن تتموضع على الحدود الأردنية أو تتسلل إلى أراضينا، لالتقاط أنفاسها، وتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواقع الجيش العربي الأمامية.
لم تترك قوات حرس الحدود الأردني هامشا لحركة هذه العناصر المسلحة، فعلى مدار قرابة يوم كامل، اشتبكت معها بكل أنواع الأسلحة، إلى أن تم تصفيتها وإبعادها.
ربما تكون هذه هي المواجهة الأخيرة للجيش العربي مع عناصر منظمة من “داعش”، فالتنظيم فقد آخر معاقله في الجنوب السوري، ولم يبق له سوى بؤر صغيرة في محافظة دير الزور وقرب السويداء، إضافة لمجموعات تتحصن في إدلب التي تحولت لخزان كبير للمجموعات المسلحة والإرهابية.
لكن حالة التنظيم الإرهابي في سورية حاليا شبيهة بالأوضاع التي سادت بعد تحرير الموصل العراقية من قبضته، ومدينة الرقة السورية. الحلقة المركزية انكسرت تماما، لكن خلاياه الإرهابية انتشرت في أكثر من موقع داخل وخارج العراق وسورية، وقد تمكنت في وقت سابق من تنفيذ عمليات إرهابية قاتلة في عديد الدول العربية والأوروبية.
إزاء هذا الوضع، ليس مستبعدا أن يستنفر التنظيم الإرهابي أتباعه في العالم لشن عمليات مماثلة لهجمات باريس وبروكسل ولندن وبرشلونة، لتأكيد صموده ورفع معنويات عناصره المهزومة في سورية. عملية السويداء الوحشية مثال على محاولة التنظيم إثبات وجوده واستعادة الزخم الإرهابي لأتباعه.
الجيش الأردني المرابط على الحدود مع سورية سبق له أن صد عشرات المحاولات الإرهابية، باستثناء عملية واحدة نالت من قواتنا قبل سنتين، تمكنت بعدها القوات المسلحة الأردنية من جلب العناصر الإرهابية المتورطة في العملية وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم.
في الوقت الحالي، الوضع الأمني على الحدود أفضل بكثير مما كان عليه من قبل؛ قوات الجيش السوري تنتشر على طول الحدود مع الأردن، ترافقها مجموعات من الشرطة العسكرية الروسية. التنسيق العسكري بين الجانبين في تطور مطرد. والعمليات الأخيرة التي نفذها الجيش العربي ضد عناصر “داعش” داخل الأراضي السورية هي محصلة تعاون مشترك.
خلال الفترة المقبلة، ستبقى عناصر شاردة وهاربة من التنظيم الإرهابي تحاول اختراق الحدود الأردنية لتخطي حالة اليأس والهزيمة التي أصابتها. لكن الإرهابيين في عز قوتهم وبأسهم أخفقوا في النيل من جيشنا وأرضنا، فكيف وهم في لحظة الهزيمة المدوية.
فهد الخيطان