كتّاب

مساعدات و تهديدات !!

تقدم الولايات المتحدة الأمريكية عونا كبيرا لبلادنا، يقدر بـ 1275 مليون دولار سنويا لمدة 6 سنوات، للأغراض الاقتصادية والدفاع. وهو عون كبير لم نحصل على مثله من أية دولة في العالم.
الولايات المتحدة التي تساعدنا هذه المساعدات الضخمة، اتخذت ادارتها الحالية قرارات سياسية – امنية، ستهدد الأمن الوطني لبلادنا تهديدا خطيرا غير مسبوق، يفوق في اهميته، عشرات اضعاف المبالغ الكبيرة التي تقدمها لنا !!
فقد خصصت الولايات المتحدة مشكورة للأردن 6375 مليون دولار خلال الفترة من 2022-2018 من اجل عدة اهداف من بينها: «التخفيف من تأثير اللاجئين السوريين والعراقيين على المجتمع الأردني».
لكنها تناقض هدفها الكبير هذا حين تهدد مصالحنا العليا وتلقي علينا المزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية  بإقدامها على الإخلال الجسيم ببنية الأردن الديموغرافية، حين تسقط «حق العودة» وتنزع صفة لاجىء عن 2.2 لاجىء فسطيني يقيمون في الأردن فتحولهم الى مواطنين اردنيين.
ان اتهام الأونروا الآن، وهي التي تمارس عملها منذ 60 عاما، امام جميع دول العالم، بإخلاص شديد، بأنها «وكالة فاسدة وتفتقر الى الكفاءة» هو اتهام، يدلل توقيته والهدف منه، على انه اتهام سياسي كاذب مضلل.
لن نتطرق الى تأثير تدمير الأونروا على البنية الاجتماعية والتعليمية والثقافية والسياسية والأمنية للاجئين الفلسطينيين الذين يعانون ظلما ونكرانا واهمالا لحقوقهم الوطنية والانسانية والحقوقية،  فقد كتب عن ذلك الخبراء المختصون في الاستراتيجية الأمنية ومكافحة الارهاب، وخاصة الخبراء الإسرائيليين، وحذروا من انزياحات جديدة الى المنظمات الإرهابية المنهكة الآن، بفضل الحملة الأممية الناجحة على الإرهاب بقيادة اميركا.
نعول على التراجع الأمريكي عن هذا القرار المعادي لبلادنا، التي هي الحليف البارز لاميركا، التي لا تكف عن اعلان «استمرار التزام الولايات المتحدة باستقرار الأردن وازدهاره وأمنه، للدور المحوري الذي يلعبه في دعم الاستقرار الإقليمي وحمايته ودعم الأهداف الأميركية، مثل الحملة العالمية لهزيمة داعش والتعاون في مكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية».
كما نعول على ردة الفعل الاوروبية النزيهة وعلى مؤتمر المانحين الذي دعت بلادنا اليه نهاية هذا الشهر في نيويورك.
اما الفدرالية أو الكونفدرالية فتلك يقررها الشعبان الشقيقان معا، بإرادتيهما الحرتين وبموجب استفتاء ديمقراطي نزيه للشعبين، ولن يقرر فيه اي طرف رسمي اردني او فلسطيني او امريكي او إسرائيلي أو كلها مجتمعة.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *