كتّاب

OFF SIDE

الفوز والخسارة في كرة القدم أمر معقد ومتشعب ويختلف من مباراة إلى مباراة. وعلاوة على دور ومؤثرات الخطة (فازت ألمانيا بالعقل بركلة كروز المتفق عليها و المرسومة مسبقا) والموهبة والمهارات والقدرات العقلية والعضلية والحركية والنفسية. فان الحاسم عندما تتساوى امكانات المدربين واللاعبين، والذي يحدث فرقا، هو قدرة اللاعبين على الصبر والتحمل وتوفر الطاقة لديهم.
والطاقة عامل متناقص قابلة للنفاذ، الأمر الذي يفسر أن العديد من المباريات تحسم في الدقائق والثواني الأخيرة، حين تكون طاقة اللاعبين في زفيرها الأخير وعلى وشك النفاذ !!.
والطاقة تختلف من لاعب إلى لاعب وهي تبدأ 100% وتهبط إلى أدنى حدودها قرب نهاية المباراة. ولذلك يتناول بعض اللاعبين المنشطات التي تمدهم بالطاقة إلاضافية فوق الطاقة المساوية تقريبا لطاقة اللاعبين في العالم.
اجمالا، كان مستوى اللاعبين العرب موازيا لمستوى نظرائهم، فقد ناددوا بريطانيا وألمانيا والبرتغال.
والذي لا يجب ان يغيب عن البال هو ان فرق المغرب ومصر وتونس لعبت وخسرت بصفتها فرقا افريقية وليست عربية. ولعب وخسر المنتخب السعودي كفريق آسيوي وليس كفريق عربي.
ومثل الفرق الاخرى، كالسويد، التي خسرت لألمانيا في آخر 30 ثانية، خسرنا في الدقائق الأخيرة وفي الأمتار الاخيرة.
وبالمناسبة خسرت ألمانيا بطل العالم للمكسيك بهدف، وارجنتين ميسي خسرت لكرواتيا بثلاثة اهداف مقابل لا شيء، والبرازيل ساحرة كرة القدم تعادلت مع سويسرا بهدف.
في التنافس بكاء وفرح. وشكر ولوم؛ لكن لا أحد يشتم الأمة الهولندية والأمة الايطالية والأمة الصينية لأنها لم تتأهل !!
لقد انفتحت مشتمة واستهزاء وتحقير الذات القومية؛ لأن مصر والمغرب وتونس والسعودية، لم تتأهل للدور الثاني من كأس العالم – دور الـ 16. وغاب عن من يشتمون امتهم العظيمة، أن الدول العربية الأربع تأهلت الى الدور الأول- دور الـ 32.
وغاب عن الشاتمين ايضا، أن 173 دولة لم تتأهل لكأس العالم 2018 بتاتا!! منها أمم كبيرة عظيمة مثل الصين واميركا واندونيسيا والهند وماليزيا وتايلاند وإيطاليا وهولندا وبلغاريا وهنغاريا والتشيك وكندا والنرويج وتركيا والنمسا ورومانيا واسكوتلندا وغانا وأوكرانيا وتشيلي والبارغواي والإكوادور وبوليفيا وفنزويلا والجزائر وجنوب افريقيا.
والغريب ان تلام المنتخبات العربية التي تأهلت لكأس العالم ولكنها لم تتأهل للدور الثاني،
ولا تلام المنتخبات العربية التي لم تتأهل من اساسه !!

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *